Article Image
05‏/02‏/2023

مشروع قناة اسطنبول الجديدة

 بالتركية: (Kanal İstanbul) ‏ قناة اسطنبول الجديدة عبارة عن ممر مائي يصل البحر الأسود ببحر مرمرة، وكذلك الأمر ببحري إيجة والمتوسط. بحيث تشق القناة الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول وبذلك ستشكل جزيرة بين قارتي آسيا وأوروبا (جزيرة لها شواطئ على البحر الأسود وبحر مرمرة والقناة الجديدة والبسفور). يبلغ طول القناة 45-50 كم، ويصل عمقها لـ 21 م، أما عرضها 275- 360م. هذه الأبعاد لها أن تسمح لأكبر السفن والغواصات حجمًا بالمرور. ويعتبر عدد من الخبراء الأتراك، أن هذا المشروع أكثر أهمية مستقبلا من قنوات دولية مثل: قناة السويس وقناة بنما.

ويتضمن مشروع قناة اسطنبول الجديدة إنشاء موانئ، وجسور، ومراكز لوجستية و3 جزر اصطناعية لتتكامل مع احتياجات القناة وذلك بواسطة تربة القناة المحفورة، إضافةً إلى إنشاء مناطق سكنية جديدة مقاومة للزلازل على طول القناة. سيتم أيضًا دمج قطار هالكالي-كابيكوله عالي السرعة ومشاريع قطارات TCDD. 

الاستعدادات لمشروع قناة اسطنبول الجديدة:

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسمياً عن مشروع "قناة إسطنبول" خلال اجتماع حاشد أقيم بمناسبة الانتخابات العامة عام 2011 حيث كان رئيس وزراء في ذلك الوقت. في يناير 2013، أعلنت الحكومة التركية أن الدراسات البحثية حول مشروع القناة الجديدة ستبدأ في مايو من نفس العام. في أبريل 2013، بدأت المرحلة الأولى من المشروع والتي تشمل بناء العديد من الجسور الشبكية والطرق السريعة. وكان من المفترض أن يبدأ البناء بحلول ديسمبر 2029 لكنه تأجل بسبب الإغلاق الذي حدث في العالم بسبب جائحة كورونا. لكن الرئيس التركي أردوغان أكد إلى أنه سيتم نشر طلب تقديم عطاءات المشروع في أوائل 2020. وفي يناير 2020، وافقت وزارة البيئة والتخطيط العمراني على النسخة النهائية من تقرير تقييم الأثر البيئي (EIA) لمشروع قناة إسطنبول.

مقالات ذات صلة:

تكلفة المشروع:

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولون في بلدية إسطنبول أن بناء قناة إسطنبول سيكلف 10 مليار دولار. وعرضت الحكومة المركزية نموذج التشييد والتشغيل ونقل الملكية لتنفيذ المشروع، لكنها صرحت بأنه سيتم استخدام الميزانية الوطنية إذا لزم الأمر. 

وترجح التوقعات بأن المناقصات الخاصة بفتح القناة سوف ترسى على الشركات الصينية، خصوصًا وأن الصين تحاول ومنذ مطلع عام 2020 طرح عروض للاستحواذ على المشروع. ذلك بعد تطور العلاقات التركية الصينية، بحيث ذكر السفير الصيني في أنقرة، دنغ لي: "هناك حوالي 1000 شركة صينية تعمل حاليا في تركيا".

ما الهدف من بناء قناة اسطنبول الجديدة؟

الهدف من بناء قناة اسطنبول الجديدة هو تخفيف المرور في مضيق البسفور. بحيث يُتوقع أن تكون سعتها 160 سفينة يوميًا، على غرار السعة الحالية لحركة المرور عبر مضيق البوسفور، بحيث تُترك السفن واقفة في طوابير لأيام للعبور من المضيق، بسبب الازدحام المروري. إلا أن بعض الخبراء رجحوا لأن يكون السبب الرئيسي لبناء القناة هو تجاوز اتفاقية مونترو التي تحد من عدد وأطنان سفن الدول غير المطلة على البحر الأسود والتي يمكنها الدخول عبر مضيق البوسفور. 

الدراسة العلمية للمشروع:

بحسب وزارة البنية التحتية فإن 7 جامعات تركية، من بين الأفضل في البلاد، قامت بدراسة مشروع القناة، بالإضافة إلى 200 أكاديمي. الذين بدورهم قاموا بقياسات شملت 97 نقطة من أجل حماية البيئة وحفريات بلغت 17 ألف م في 304 نقاط مختلفة، منها 8 نقاط عن المياه الجوفية، و17 نقطة دراسة هيدرولوجية، عبر 56 مؤسسة لإعداد التقرير البيئي الخاص بالمشروع، كما أن الاختبارات تمت في مختبرات تركية وفرنسية. وقد أوضح بيان وزارة البنية التحتية أن الدراسات التي أُجريت على مشروع القناة كانت في تخصصات مختلفة وهي: تحليل الزلازل والتخطيط الحضري والاقتصاد والتراث الثقافي والبيئة وإدارة المرور.

فوائد المشروع: 

حماية البيئة:

من أهم الفوائد العائدة على إنشاء قناة إسطنبول الجديدة، حماية البيئة، ذلك لأنها ستقلل نسبة التلوث الناجمة عن مرور وتكدس وازدحام عدد كبير من السفن من قلب إسطنبول، عند مضيق البسفور. وتقليل المخاطر المرتبطة بالناقلات، فسنوياً يمر حوالي 41 ألف سفينة من جميع الأحجام عبر مضيق البسفور، من بينها 8 آلاف ناقلة تحمل 145 مليون طن من النفط الخام. وزيادة الضغط الدولي بزيادة حمولة حركة المرور البحرية يزيد من المخاطر على أمن الملاحة البحرية أثناء المرور. كما أن الوحدات السكنية التي ستُقام في المشروع ستكون مقاومة للزلازل من خلال إنشاء مناطق سكنية جديدة مقاومة للزلازل على طول القناة. إضافةً إلى ذلك فإن وجود القناة الجديدة سيعمل على تجنب التيارات المائية في مضيق البوسفور والتي ترفع من خطر الاصطدام بين السفن في المضيق.

مناطق سياحية جديدة:

تسعى الحكومة التركية إلى تحويل مضيق البوسفور إلى منطقة سياحية جديدة حيث أنها تعتبر محط أنظار العالم نظرًا لجمال طبيعتها وما تحويه من آثار تاريخية إضافة إلى ما ستضمه من منتجعات ومراكز مرتبطة بالرياضات المائية. إضافة إلى كون القناة تربط بين عدة بحار وهي البحر الأسود، بحر مرمرة، بحر إيجة والبحر المتوسط.

ماذا تعني القناة الجديدة للاقتصاد التركي؟

سيعزز مشروع القناة الجديدة من قوة تركيا الاقتصادية  لتصبح ضمن أقوى 10 اقتصادات في العالم كم أنها ستتمكن من تعويض الأموال التي حُرمت منها بسبب اتفاقية “مونترو” عام 1936، التي حرمت تركيا من الحصول على مليارات دولارات سنوياً، بفعل تسعيرة المرور المخفضة عن السفن التي تعبر من مضيق البوسفور. فتركيا ستجني من القناة الجديدة حوالي 10 مليار دولار سنويًا، فمن المتوقع بأن تسعيرة المرور عبر القناة سيكلف حوالي 6 دولار عن كل 1 طن من حمولات السفن. كما أن تعزيز الحركة السياحية سيعمل على تعزيز الاقتصاد التركي والذي بدوره سيشهد تحولًا كبيرة بسبب المشاريع الضخمة التي ستُقام من قبل المستثمرين ورجال الأعمال الأتراك والأجانب في المنطقة. أما من ناحية الاقتصاد العالمي فالمنافسة ستكون دولية لأن القناة الجديدة تستهدف نقل التجارة بين الصين وأوروبا من المحور الجنوبي. الأمر الذي سيزيد، من قدرة تركيا على المنافسة الاقتصادية والاستقطاب التجاري الدولي، خصوصا مع الانتهاء من مشروع طريق الحرير الحديدي، وبذلك فإن مدينة إسطنبول ستتحول فعليًا إلى مركز عالمي للتجارة الدولية. 

يجدر بالذكر بأن الدراسات حول المشروع توضح توظيف ما يقرب من 8-10 آلاف شخص خلال مرحلة بناء المشروع، و500-800 خلال مرحلة التشغيل، مما سيساهم في تقليل نسبة البطالة.

فوائد من الناحية العقارية:

ستكون حصة السوق العقاري التركي من فائدة القناة الجديدة كبيرة حيث أن العقارات التي ستبنى بالقرب من القناة ستكون فرصة استثمارية عالية لأن أسعار العقارات في منطقة المشروع ستكون بارتفاع متزايد، لأن المنطقة ستشهد اهتمام حكومي غير مسبوق وخصوصاً أن الحكومة أنفقت مليارات الدولارات على المشروع. وقد أدى البدء في حفر القناة عام 2017 إلى تسابق شركات الإنشاءات في تركيا على بناء مشاريع كبيرة بالقرب من القناة، مما أدى إلى زيادة سعر العقارات في تلك المناطق بنسبة 50% خلال سنة واحدة. كما يتوقع أن تزداد أسعار العقارات في تلك المناطق والمناطق المجاورة لها إلى الضعف فور الانتهاء من بناء القناة. لذلك يمكننا القول بأن الاستثمار العقاري في منطقة المشروع سيكون استثمارًا مربحًا بجدارة للأسباب التالية:

  • قرب العقارات في المنطقة من طريق ممر مائي يربط بين مطار اسطنبول الجديد ومركز المدينة.
  • قربها من 3 جزر اصطناعية ستبنى بواسطة تربة القناة المحفورة.
  • ستشهد العقارات في المنطقة حركة تجارية كبيرة لأن القناة الجديدة ستختص بالحركة التجارية.
  • المشاريع القريبة من القناة ستمتلك شقق للبيع في اسطنبول على البحر.
  • القناة ستكون بالقرب من مطار اسطنبول الجديد وبذلك فإن امتيازات العقارات في المناطق حول القناة ستتضاعف وستزيد.
  • يشمل المشروع على 6 جسور واحد منهم يحمل سكة حديدية كما سيتم بناء 4 جسور أخرى ضمن المشروع.

أهم المناطق التي تشهد ارتفاع في أسعار العقارات بسبب مرور القناة فيها:

  • منطقة اسبارته كولة.
  • منطقة كوتشوك شيكمجي.
  • منطقة افجلار.
  • منطقة أرناؤوط كوي.

أهم المشاريع والخدمات التي سيتم بناؤها في هذه المناطق بسبب القناة الجديدة:

  • مركز لوجستي بالقرب من القناة المائية.
  • حديقة كبيرة صديقة للبيئة حول القناة.
  • 8 جسور فوق القناة لتسهل حركة النقل بين شقي القسم الأوروبي من اسطنبول.
  • جزر اصطناعية في بحر مرمرة، سيتم بناؤها من تراب حفر القناة.
  • مدن ذكية حديثة مزودة بجميع الخدمات اللازمة من مشافي ومدارس ومراكز تجارية وتعليمية وسياحية.
  • ميناء بحري كبير يطل على البحر الأسود لتعزيز حركة التجارة والنقل. 

نحن جاهزون للإجابة عن جميع استفساراتكم فلا تترددوا بالتواصل معنا عبر الواتس اب اضغط هنا

 

image

كن أول من يتلقى آخر الأخبار من مدونتنا

أوافق على تلقي رسائل البريد الإلكتروني